أصبح تأخر النطق من المشكلات الشائعة لدى الأطفال في السنوات الأخيرة، وتشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 15٪ إلى 25٪ من الأطفال الصغار يعانون على الأقل من نوع واحد من اضطرابات التواصل والنطق، وعادةً ما يتأخر الأولاد الذكور في تطوير المهارات اللغوية عن الإناث. لكن في العموم، يمكن تشخيص تأخر الطفل في الكلام، إذا نطق أقل من عشر كلمات في سن 18 إلى 20 شهرًا، أو أقل من خمسين كلمة في عمر 21 إلى 30 شهرًا. كثيرًا ما تتطور مهارات الطفل اللغوية مع الوقت دون الحاجة لعلاج، ولكن بعض الأطفال يحتاجون لعلاج متخصص لفترة طويلة من حياتهم. إذا كنتِ تشعرين عزيزتي بأن طفلك تأخر عن أقرانه في النطق، وأنه قد يعاني من مشكلات في الكلام، فتعرفي معنا في هذا المقال إلى طرق تعليم النطق للأطفال المتأخرين، لمساعدة طفلك على تطوير مهاراته اللغوية.
مع حلول العام الأول لطفلكِ، يجب أن يكون قادرًا على نطق كلمات مفردة، مثل: "ماما" و"بابا"، وكذلك فهم الطلبات البسيطة والاستجابة لها، مثل: "أعطني اللعبة"، أو "خذ الزجاجة"، أما إذا لاحظتِ أن الطفل متأخر في الكلام، فيمكنكِ مساعدته على تطوير مهارات التحدث لديه من خلال بعض الطرق، وهي:
تناول الفيتامينات: وجدت أبحاث حديثة أُجريت على 750 امرأة حاملًا وأطفالهنّ على مدى عشر سنوات، وجود صلة كبيرة بين نقص فيتامين "د" وتأخر الكلام والمهارات اللغوية لدى الأطفال، وأن السيدات اللاتي عانينّ من نقصه في أثناء الحمل، تزايدت لدى أطفالهن مشكلات التواصل والتخاطب والمهارات اللغوية، فمن المعروف أن فيتامين "د" مهم لنمو الدماغ ووظائفه. لذا إذا كنتِ تشعرين بأن طفلك يعاني من تأخر أو صعوبات في النطق، فيمكنكِ التأكد من أنه يحصل على كفايته منه، ولا تنسي استشارة الطبيب في ذلك.
الألعاب: من أفضل الوسائل التي يستجيب لها طفلك اللعب، وينصح خبراء التواصل باختيار الألعاب التي تتطلب استخدام بعض الكلمات البسيطة وتكرارها، على سبيل المثال: لعبة إشارة المرور، كأن تجعلي طفلك يركب دراجته ويبدأ في التحرك، ثم ابدئي باستخدام كلمات، مثل: "سِر" أو "قِف" وهكذا، كرري الكلمات، وتبادلي الأدوار مع طفلكِ حتى يحاول نطق الكلمات بنفسه.
حثه على الكلام: تحفيز الطفل على الكلام والتحدث لطلب ما يريد من الطرق الفعالة لعلاح تأخر النطق، استغلي المواقف اليومية كما في هذه الأمثلة:
ضعي طفلكِ في حوض الاستحمام، ولا تديري المياه حتى يطلب منكِ ذلك.
ألبسيه جوربًا واحدًا، وحذاءً واحدًا، واتركي قدمه الأخرى عارية.
أعطه كوبًا فارغًا، وانتظري حتى يطلب منكِ أن تملئيه.
ضعي لعبته المفضلة في مكان يمكنه رؤيته، ولكن لا يستطيع الوصول إليه، حتى يطلبها منكِ.
ضعي طعامه المفضل في علبة شفافة، وأغلقيها، وضعيها أمامه، حتى يطلب منكِ فتحها.
بالرغم أن هذه المواقف قد تبدو مستفزة للوهلة الأولى، ولكنها ستنجح في تحفيز طفلكِ على الكلام، وطلب ما يريد.